نساء ذكيات

موضوع: نساء ذكيات السبت يونيو 28, 2008 8:14 pm

نساء ذكيات

نساء ذكيات لسن سعيدات بسبب سوء اختيار الزوج وسوء التوافق معه ، لماذا ؟ بالرغم من تزايد معدلات الطلاق بصفة عامة إلا أنه من المنطقي أن تكون المرأة الذكية المتعلمة المثقفة أكثر سعادة وتوافقا وأقل تعرضا لمحنة الطلاق وإلا ما فائدة تميزها ؟
الواقع يقول عكس ذلك ليس في بلادنا وحدها ولكن علي مستوي العالم ، ففي بحث أمريكي حديث وتحت عنوان ( نساء ذكيات واختيارات حمقاء ) يقول عالم النفس ( كونيل كووان ) ( إن المرأة الذكية المتفوقة الصلبة في مظهرها الرقيقة للغاية في داخلها تحلم بالرجل الكامل أو السوبرمان الخارق ، وفي أكثر الأحيان يكون الرجل الذي يلفت انتباهها هو السبب في تعاستها ومأساتها ، ومن ناحية أخري فإن الرجل يهرب من المرأة الناجحة المميزة لاعتقاده أن تفوقها سيكون علي حساب أسرتها ، وإذا تزوجها فإنه لا شعوريا يحاول الحط من شأنها فتنشأ المشكلات )

من واقع التجارب العملية التي نعايشها لنساء فضليات خلقا وخلقا وعلما ودينا ، تتجلي أسباب فشل زيجاتهن في عدة أسباب :
أولها : عدم الواقعية :
الفتاة الذكية المتميزة تنشد المثالية والتكامل في كل شيء وتقترن بمن تتصور أنه فارس أحلامها الملائكية ، وتتغاضي عن كثير من مقومات الزواج مثل التكافؤ والقدرة المادية ثم تتعرض لصدمة الواقع وتتحطم أحلامها علي صخوره العنيدة .
والحقيقة أنه لا يوجد إنسان مثالي بل مجتهد يحاول تزكية نفسه في حدود بشريته ، وللأسف أغلب من يبالغ في إدعاء المثالية إما أن يكون نصابا أو يخفي عقد نقص وراء ه ، وقد يكون صادقا تماما ولكن شدته علي نفسه تؤدي لانتكاسة عكسية بعد فترة من الزمن .
الزوج الصالح هو الإنسان المتزن الذي يتبع نهجا وسطيا في كل شئون حياته ويقوم بأدواره المتعددة في الحياة بنجاح وهو لا يدعي لنفسه العصمة ولا يبالغ في تقدير ذاته ، وهو إنسان اجتماعي .

الثاني : التغافل عن خبرة الأهل وحكمتهم :
الفتاة المتميزة تكون أكثر ثقة بنفسها واعتدادا برأيها ، لذلك قد لا تستمع لنصح الأهل وتتجاهل خبرتهم وحكمتهم اقتناعا برأيها الذي كونته ليس عن خبرة حقيقية ولكن بناء علي قراءاتها وأحلامها ورؤيتها الخيالية ، الرأي المعجون بخبرة الواقع ومعايشة الأيام هو الصحيح غالبا ، كما أن طاعة الأهل ورضاهم يظلل حياتك بالبركة .

الثالث : الجري وراء وهم الحب .
لا يكتمل الحب إلا بالمعايشة الكاملة ولن يحدث ذلك إلا في ظل الزواج ولذلك لا تتوهمي أن مجرد تحرك مشاعرك تجاه خطيبك هو الحب ، بل هو الدرجة الأولي أو الخطوة الأولي وهي ( القبول ) وهي لا تكفي وحدها ، فالمشاعر تبني بشكل هرمي لا يمكن الوصول الفجائي لقمته بل لا بد من التدرج خطوة خطوة ، وإذا لم يحدث تعزيز للخطوة السابقة انهار الهرم سريعا ، بعباره أخري (القبول) إذا أثبت الخاطب أنه عند حسن الظن في خلقه ودينه تحول إلي إعجاب و(الإعجاب )مع رجولة الخاطب وجديته وتحمله للمسئولية تحول إلي( ثقة )وكل ذلك بعد زواج ناجح وعشرة طيبة يتحول إلي حب حقيقي راسخ بين الزوجين .

الرابع : الرغبة في الثراء السريع :
كما تجري فتاة وراء الحب ، تجري العشرات وراء المال اعتقادا منها أن المال بقدرته العجيبة علي شراء كل شيء سوف يحقق لها السعادة والإحساس بالأمان
وخاصة لو كانت قد عانت في حياتها من الشعور بالفقر والحرمان أو لأنها تربت في بيئة مادية أو لمجرد أنها مغرورة بذكائها الذي يصور لها أن الفتاة التي لا تسعي وراء المال هي فتاة حمقاء غبية تمنح نفسها بلا مقابل لزوج تعيش معه في بؤس وتعاسة ولا يمنحها إلا هم العناية بأطفال يضاعفون معاناتها .
المال عصب الحياة وهو وعاء للقيمة المادية وهو يستطيع شراء كل ما هو مادي ولكن قناطير مقنطرة منه تعجز عن شراء كل ما هو قيمي وكل ما هو نفحة ربانية من الله العلي القدير ، فالمال يشتري الطعام ولا يشتري الصحة ، يشتري البيت الفاخر والأثاث والرياش ولا يشتري التوافق الزوجي والسعادة الخالصة ، يوفر للأبناء التعليم الجيد والدروس الخاصة ولكنه لا يمنحهم العقل النابه والمثابرة والتوفيق ، يشتري كل ما يباع في الدنيا ولكنه لا يمنحنا عمرا إضافيا لنعيشه فيها .

بعد الزواج الذي تم بناء علي تفكير متزن وليس بغرور الذكاء الطائش ، والذي باركه الأهل وأعلنوا تمام الرضا عنه ، يبقي علي الزوجة الذكية إرساء دعائم العش الجديد متحلية بصبر النملة ودأب النحلة ومتوكلة علي الله وحده .

» التعري عند نساء العرب
» سيرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء