شبكة شلال الثقافية
بيني وبينه مسافات 613623
مرحباً بك عزيزي الزائر / يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل و الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا بيني وبينه مسافات 829894
ادارة المنتدي بيني وبينه مسافات 103798

شبكة شلال الثقافية
بيني وبينه مسافات 613623
مرحباً بك عزيزي الزائر / يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل و الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا بيني وبينه مسافات 829894
ادارة المنتدي بيني وبينه مسافات 103798

شبكة شلال الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شبكة شلال الثقافية

ثقــافـيــة * إجتماعيــة * ترفيهيـــة * برامج
 
shalalshalal  التسجيلالتسجيل  أحدث الصورأحدث الصور  الرئيسيةالرئيسية  دخول  تسجيل دخول الأعضاءتسجيل دخول الأعضاء  تسجيل دخول الأعضاءتسجيل دخول الأعضاء  

 

 بيني وبينه مسافات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
nada

عضو ذهـبيnada


انثى
عدد الرسائل : 180
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 19/09/2007

بيني وبينه مسافات Empty
مُساهمةموضوع: بيني وبينه مسافات   بيني وبينه مسافات Emptyالسبت يوليو 12, 2008 12:21 pm




بيني وبينه مسافات 51091

مفكرة سماح

"بيني وبينه مسافات ، وكوني سكرتيرته الخاصة لم يلغى هذه المسافات ولم

يحد منها ، ( الاحترام المتبادل ) المسافة الأولي التي تفصل بيننا ، هناك أيضا ( فارق السن ) ( معرفته بأهلي وظروفي ) ( تقدير زوجته لي ) تلك مسافات أخري لابد أن آخذها في اعتباري .

كل يوم من أيام العمل الجاد في مكتبه ، كنت أضيف مسافة جديدة فاصلة تكشفها لي الأحداث ، ولأنني بطبيعتي أحب التأمل واكتشاف الحقائق ، فإن تصرفاتي دائما تتم في ضوء الوعي الكامل ـ وهذه الصفة اعتبرتها مسافة إضافية ـ حتى بلغت المسافات التي استوعبتها ثمانية ، واليوم برقت المسافة التاسعة في ذهني وسوف أدونها حالا ..."
ـ ـ ـ
( سماح أرجو الحضور لمكتبي يا آنسة سماح ) أغلقت سماح مفكرتها التي تدون فيها يومياتها وأسرعت لمكتب ( أمين بك ) ، أخبرها أن هناك عملا هاما يقتضي سفرها معه غدا إلي( العريش) وأنه سوف ينتظرها في الصباح الباكر وعليها أن تحضر كل الأوراق اللازمة معها ، قالت سماح : لكن يا افندم أنت تعرف رأي والدي في مسألة السفر ، قال : لقد كلمت عبد التواب الآن واستأذنت لك منه ، نلتقي غدا إن شاء الله .

بعد انتهاء العمل في( العريش) سألها : أول زيارة لك لهذه المدينة ؟ قالت : نعم ، مدينة رائعة وأهلها مهذبون جدا وجوها مختلف ، قال مازال أمامنا وقتا لنتجول فيها فأنا أعرفها جيدا ولا بد أن تزوري السوق الشعبي سوف يعجبك ، كسر السفر الحاجز النفسي بينهما وجعلها تري في الرجل وجها لم تعرفه من قبل ، رأته لطيفا ضاحكا ذو شخصية جذابة ويعاملها بطريقة ساحرة آسرة ، لم تشعر بمرور الوقت معه وعادت لبيتها وهي تحمل حلمها بين جفونها وذاكرتها خالية إلا من أحداث وتفاصيل ذلك اليوم ، أما المسافات فقد صارت طيفا بعيدا غائم الملامح ، سألها أبيها عن رحلتها قالت : رحلة رائعة ، ابتسم عبد التواب وقال لزوجته : ألم أقل لك هذا الرجل محترم .
affraid affraid affraid
" فوجئت بما لم يكن في الحسبان ، اختصرت فجأة كل المسافات وانهارت الحدود والسدود وأصبحت ـ لدهشتي ـ زوجته العرفية أو السرية ، ولأنني لم أتخل عن تلك الصفة التي شرحتها من قبل ـ أي حب التأمل ـ فقد اكتشفت في ضوء واقعي الجديد ووعيي الناضج أن كل المسافات الفاصلة هي نفسها أسباب التقارب والتجاذب بيننا .

احترامه لي هو الذي دفعه للزواج بي ـ نعم ذلك أمر مؤكد ـ ( فارق السن ) هو الذي اجتذبه لي وبهرني به ، ( معرفته بأهلي وظروفي ) دفعته لإبقاء زواجنا في دائرة السرية ـ كما شرح لي ـ أما كونه زوجا ورب أسرة فأنا أتشكك الآن في احتساب تلك النقطة مسافة فاصلة ، فهو يرتاح في واحتي من هجير الزوجة التقليدية ....."
ـ ـ ـ

فجأة سمعت سماح ضجيجا جعلها تغلق مفكرتها ، ومنذ اللحظة الأولي ميزت أصواتا تعرفها حق المعرفة ، مادت الأرض تحت قدميها حين رأت والديها وزوجة أمين بك يقتحمون مكتبها وقد اختلطت أصواتهم وكان واضحا أن الغطاء الواهي قد طار وكل شيء قد عرف .

لاشيء يؤلم مثل الكلمات إنها أحد من السيف ، جاء أمين من مكتبه وفي لحظة أصبح كل من يحيط بهما أصابع اتهام منذرة وعيونا تقدح سخطا وغضبا وألسنة حداد تقطر أعنف الاتهامات ، شعرت سماح أنها قد سقطت في مستنقع يموج بطحالبه العفنة وبينما تصارع أمواجه وحدها ، برقت في ذهنها مرة أخري المسافة التاسعة التي كانت قد تنبهت إليها يوما ولم تتثبت منها تماما ، إنها ( الكرامة ) كرامتها وكرامة عائلتها وكرامة أبيها ذلك الرجل المسكين الذي اكتشفت فجأة أنه الضحية الأولي لما حدث ، وأنها قد أجهزت عليه تماما بقسوة باردة لم تعهدها في نفسها قط .

لم يفجر براكين غضبها وندمها نظرات زوجته المتعالية وهي تصف كيف ألقت حبائلها حول زوجها ، ولا بكاء أمها وعويلها علي سمعة ابنتها المهدرة وشبابها المسروق ومستقبلها العاثر ، ولكن الطعنة الحقيقية جاءت منه هو ( سعادة المدير ) الذي وصف علاقتهما أنها مجرد نزوة وعرض بعض المال لتسوية الأمر ، في تلك اللحظة نظر إليها أبيها نظرة اخترقت قلبها كانت نظرته تصرخ ، لماذا يا ابنتي قطعت عنق أبيك ؟؟

عندما تماثلت سماح للشفاء في المستشفي التي عولجت فيها من الصدمة العصبية ، فتحت مفكرتها لتختتم قصتها :

" لم أعد أعي شيئا فقد حجبت دموعي الرؤية ، ولكن من الداخل انكشفت أمامي تماما حقيقة الهاوية المغطاة ببعض أعشاب عطرة من معسول القول والتي انزلقت فيها ، وحين أفقت لنفسي رأيت الحقيقة بسيطة وحادة وشديدة الوضوح ، وتجلت أمامي المسافات والأبعاد الحقيقية ، وأدركت أن مسافة واحدة كانت تكفي إذا احترمناها ولم نخدع أنفسنا ونصبح كالفراشات الهائمة التي يجذبها اللهب بنوره وناره فتظل تدور حوله حتى تحترق .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بيني وبينه مسافات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة شلال الثقافية :: «۞ قـسـم شلالات آدم وحواء ۞» :: ۞ شـــلال فضفضة ۞-
انتقل الى: