shalal
المـدير العـام
عدد الرسائل : 1497 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 01/09/2007
| موضوع: رساله الي كامليا واخواتها الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 7:15 pm | |
| [b]اننا، أيتها الكريمات ذوات الارادات الصلبة ، والقلوب الثابتة المتيقنة ، والفهوم المتيقظة العاقلة، والايمان العظيم المواجه للاهوت التعذيب البشع ودولته الكهنوتية وبطاركته المستقوية ، سنقف للدفاع عنكن وقفة تناسب الايمان العظيم الذي في قلوبكن ونحن نعرف قدره ونرى أثره.. وتناسب مانحمله نحن من حب لهذا العقيدة الربانية ومعرفتنا بمهمة وقضية ورحمة هذا الدين العظيم ، ونحن نعرف قدر هذا الدين ومهمته في العالمين.. سنقف وقفة ثابتة غير مترددة أمام قوى الضلال المنتفشة –من الكهنة والقساوسة والرهبان والبطاركة- المستقوية بالهباء والغثاء والبغاء.
ليشهد التاريخ اننا ، وانتن المسلمات "شهادة العصر" على تنامي الاسلام العلمي،ابناء المرحلة الوسط بين مرحلتين والمنزلة بين منزلتين، المرحلة بين المُلك الجبري والخلافة الراشدة ، والمنزلة بين منزلة القهر والجبر والاستعمار والذل ، ومنزلة النصر والتحرير والعلو.. بين منزلة القسر والعسف ومنزلة الرحمة والعفو ..انها المرحلة والمنزلة الصعبة لكنها الخطيرة الشأن، فهي العقبة الكؤود التي من اقتحمها بجدارة وعلمية ورحمانية حقق في نفسه والعالم النصر المنشود كما حققه صحابة الرسول في العالمين ، ذلك اننا نقف اليوم على مفترق الطريق في زمن خارت فيه قوى الانسانية المعذبة وصُرعت معها جباة الرجال الاقوياء ونواصي الفلاسفة الاذكياء التي اُلقي بها تحت احذية طواغيت العلمانية المتوحشة التي داست على القيم الكبرى والاهتمامات العليا والحقائق الكونية ومبادئ الآدمية.
نعرف ماحدث..
سنقف بحول الله وقوته ومدده ، فوق تلك المهمة الكبرى، في وجه كهنة الضلال ولاهوت التعذيب والاذلال حتى تخرجن للحرية وتتنسمن نسيم الانسانية ولسوف نفك عنكن القيود ونطفئ عنكن لظى وقود كهنة الاخدود، فتتحررن من عسف القساوسة وحبس طائفة من الكهان والرهبان وحرائق البطاركة و"هيئة التعذيب المعنوي الكنسية".
فلاهوت التعذيب يتلذذ اليوم بحبس العاقلات ونفي المؤمنات وعزل النساء في الاماكن الخفية والأديرة المعزولة حيث خلوة الرهبان بالنساء واختلاء الكهان بالبنات.
ونحن نعرف ماحدث معكن أيتها الاخوات من خطف واذلال، واكراه وعزل وارهاب. قال المستشار الدكتور طارق البشري في مقاله الأخير المعنون "الإدارة الكنسية.. بين الجماعة الوطنية ونظام الملة":"ونحن نعرف أن وفاء قسطنطين احتجزت وأودعت فى أحد أديرة وادى النطرون، كما ذكر ذلك بعض رجال الكنيسة انفسهم فى سنة 2004، وان كاميليا فى سنة 2010 (سواء كانت أسلمت أو بقيت على مسيحيتها فهى مواطنة مصرية) أودعت أيضا أحد هذه الأمكنة. وفى هذا ممارسة لسلطة سياسية، أو بالأقل سلطة إدارية، وكلاهما من الناحية القانونية يعتبر سلطة عامة ليست مخولة للكنيسة فى النظام المصرى".(جريدة الشروق الاحد 24 اكتوبر 2010م) وقال ايضا :" ونحن نعرف ما حدث لوفاء قسطنطين بعد أن أشهرت إسلامها فى أواخر سنة 2008، وأسلمتها سلطات الدولة المصرية للكنيسة، وغابت وفاء من يومها عن الحياة المشاهدة فى الوطن المصرى، وألقى بها فى غياهب ما يسمى بالأديرة أو بيوت التكريس.وكلما ثار السؤال عنها يجيب البطريرك أو أحد أعوانه بقول ليس له ثان، وهو أنها مسيحية كما أثبتت ذلك أمام النيابة العامة ولم تعد ثمة مشكلة (على سبيل المثال حديث البطريرك للأستاذ عبداللطيف المناوى فى القناة الفضائية المصرية فى 27/9/2010) وإجابة البطريرك هذه هى عين ما يثير السؤال المهم وهو: هل مفاد كون المسيحى مسيحيا فى مصر أن تسيطر عليه أجهزة الأنبا شنودة فيختفى بين جدران مبانيها ولا يحق لمواطن مصرى من بعد أن يسأل عنه، لأنه بموجب مسيحيته قد صار بالحتم إلى تبعية أخرى غير التبعية المصرية العامة التى تجمع المصريين كلهم وتقوم عليها الدولة، إن هذه الإجابة السابقة تصدر عن موقف آخر بأن القبط شعب آخر يقوم عليه البطريرك وكنيسته دون سائر المصريين دولة ومواطنين".(جريدة الشروق 23 اكتوبر 2010م)
هيئة كهنة كاملة تساهم في الارهاب
ان اختفاء نساء وراء جدران مُغيبة مُرهبة يحميها كهنة وبطاركة ورهبان وابعادهن عن العالم من اجل اكراههن على المسيحية هو انتزاع كريه للحرية الانسانية ومخالفة لقانون البلاد..وهو امر يخالف مااتفق عليه البشر من حرية الانسان وانه مريد مختار ، فضلا عما يجري –فوق ذلك-من عمليات غسيل المخ التي اعترف قساوسة الكنيسة انهم يقومون بها ، تقوم بها "هيئة كاملة"، مع اعطاء حبوب مسببة للهلوسة وهو امر مرفوض في دولة الاسلام، ومايقوم به اليوم لاهوت التعذيب و"لجنة الترهيب" هو اعظم جرما مما تقوم به الفرق السرية التي تخدع اتباعها وتلغي ارادتهم وتغسل ادمغتهم وتسيطر عليهم وتضع لهم تواريخ لنهاية العالم وتدخلهم في خطف ارضي وسيطرة مقننة كما حدث مع جماعة ديفيد كورش الامريكية المسيحية التي اعتزلت باتباعها الحياة واقنعتهم بانهم سيلتقون بالمسيح!! فماكان من القوات الامريكية الا ان اقتحمت المكان في عملية تاريخية مشهودة احرقت المبنى الذي تحصنوا فيه فهلك مع كورش العشرات من اتباعه ومعهم اطفالهم!
ان مثل هذا الخطف والسيطرة على الوعي او محاولة السيطرة عليه بغسيل المخ الذي تقوم به الكنيسة اليوم مع اخوات اعلن انتمائهن للاسلام ، الى اديرة مغلقة على اهلها محمية بسطوة الكهنة وتهديد الخونة ، يجب ان يدخل تحت مسمى الارهاب ويعامل معاملة خاصة لاتندرج تحت التعامل مع الجماعات الوطنية او المؤسسات التي تنطوي تحت علم الدولة لانها ببساطة خرجت عن الحدود المتعارف عليها انسانيا وقانونيا، سماويا او ارضيا. ومعلوم ان فعل هؤلاء الكهنة هو اعظم جرما من فعل ديفيد كورش الامريكي الذي سلب اتباعه وعيهم.فاتباعه كانوا من جماعته ومؤمنون بافكاره ومغيبون باختيارهم اما الاسيرات فأعلن الكفر بعقائد الكنيسة واعلن انتماءهن الى الاسلام فخطفن وعزلن وارهبن .. وتعذيبهن في دولة الاسلام –من قبل بطاركة وكهنة- لاكراههن على الرجوع الى ماكفرن به من اللاهوتية والثالوثية والاتحادية المسيحية والعنف ضد الرب هو فعل ارهابي يخالف الدولة ويخالف حماية الاسلام لمن فيها ، كما انه هو فعل يفارق الدولة وخروج عليها ويخالف قانون الملة ويُكره الضحية وهي في كامل وعيها على احتجاز من غير جهة مختصة وحبس ممن لاسلطة لهم في دار الاسلام وخطف عيانا بيانا من طائفة من الرهبان والقُسس المسيسة!
اننا لانرضى لامرأة تعيش في بلاد الاسلام ايا كانت طائفتها او دينها ، لانرضى لها الخطف والحبس من طائفية كهنوتية او جماعة سرية او فرقة مسيحية. لقد ابتعثنا الله لتحريرهن لا اسرهن ولتكريمهن لا اهانتهن واذلالهن ، واحيائهن لا لقتلهن ووأدهن. والحفاظ على ارادتهن واختيارهن حتى لو كن على الكفر ، لا قسرهن واكراههن على مالايردنه من ايمان ايا كان وممن كان فلااكراه في دين القرآن.
ذلك ان تهيئة الأجواء لفضاء الحرية الاسلامية التي يعيش في ظلها اهل الاديان التي اصلها سماوي( مع انحرافها العقدي عن الاصل) هدف اصيل من اهداف الوحي القرآني.. ولقد حقق الاسلام للشعوب العيش في حرية دينية وسماحة انسانية جاءت بها شريعة رحمانية ربانية قبل ان يعرف الغرب السماحة ، ان ماحققه الاسلام في الواقع كان هو السماحة الفريدة التي ارسى دعائمها النبي المعلم والرسول المربي الذي حمل تلاميذه قيمها وآدابها وواجباتها الى فضاء واسع كان الله قد اراه اياه قبلا في مكة ، فضاء ما زوي له من ارض الاندلس وصقلية وقرطبة وغرناطة والنمسا وفرنسا..والمجر! .. واندونيسيا والصين وغيرها.
هل ابصرتم الاسلام العظيم؟
ان دين محمد رسول الله هو الذي انهى بالرحمة والقوة ، حمامات الدماء البربرية الغربية التي كانت تراق في الاندلس قبل الاسلام (شبه جزيرة ايبيريا) وعمم مباديء التسامح لمدة ثمانية قرون في عمق اوروبا..بعز عزيز وبذل ذليل! وكان هو الحافظ للدماء الاوروبية من استباحة النصرانية الاسبانية والهمجية القوطية الغربية التي فرضت على الناس العقيدة المسيحية الزاما وقهرا، وخطفا وقسرا، يقول المؤرخ ويل ديورانت عن تلك المسيحية انها:" حتمت على جميع السكان أن يعتنقوا المسيحية الصحيحة(يقصد التي كانوا يسمونها كذلك) ، وأقرت اضطهاد يهود أسبانيا الذي دام طويلاً، وارتكبت فيه أشد ضروب القسوة... وظل استغلال الأقوياء والمهرة البائسين والسذج يجري مجراه في عهد القوط الغربيين كما كان يجري في عهد سائر الحكومات القديمة. فكان الأمراء والأحبار يجتمعون في حفلات دينية أو دنيوية فخمة، ويضعون قواعد للتحليل والتحريم، ويدبرون وسائل للإرهاب والرعب ... فلما أن جاء العرب لم يبال الفقراء واليهود بسقوط دولة ملكية وكنيسة لم تظهر شيئاً من الاهتمام بفقرهم وسامتهم كثيراً من أنواع الاضطهاد الديني... وفتحت كثير من المدائن الأسبانية أبوابها للغزاة. "(قصة الحضارة، المجلد ال12 ص 193-196)
وماذا يقول ديورانت عن أخلاق هؤلاء الغزاة الاشراف؟ يقول تحت عنوان الإسلام والعالم المسيحي (المجلد 13 ص382)": لقد ظل الإسلام خمسة قرون من عام 700 إلى عام 1200 يتزعم العالم كله في القوة، والنظام، وبسطة الملك، وجميع الطباع والأخلاق، وفي ارتفاع مستوى الحياة، وفي التشريع الإنساني الرحيم، والتسامح الديني، والآداب، والبحث العلمي، والعلوم، والطب، والفلسفة. ... أن المسلمين، كما يلوح، كانوا رجالاً أكمل من المسيحيين؛ فقد كانوا أحفظ منهم للعهد، وأكثر منهم رحمة بالمغلوبين، وقلما ارتكبوا في تاريخهم من الوحشية ما ارتكبه المسيحيون عندما استولوا على بيت المقدس في عام 1099، ولقد ظل القانون المسيحي يستخدم طريقة التحكيم الإلهي بالقتال أو الماء، أو النار، في الوقت الذي كانت الشريعة الإسلامية تضع فيه طائفة من المبادئ القانونية الراقية ينفذها قضاة مستنيرون. واحتفظ الدين الإسلامي، وهو أقل غموضاً في عقائده من الدين المسيحي، بشعائرهِ أبسط، وأنقى، وأقل اعتماداً على المظاهر المسرحية من الدين المسيحي، وأقل منه قبولاً لنزعة الإنسان الغريزية نحو الشرك.... أما العالم الإسلامي فقد كان له في العالم المسيحي أثر بالغ مختلف الأنواع. لقد تلقت أوربا من بلاد الإسلام الطعام، والشراب، والعقاقير، والأدوية"
ويقول روجيه جارودي ان فتح شبه جزيرة ايبيريا لم تكن بغزاة اجانب ذلك ان صراعا اهليا كان يدور فيها بين اتباع اريوس الذين رحبوا باخوانهم من الفتح الاسلامي ضد من يضطهدونهم من اهل الثالوث :" فإنتشار الإسلام ، في القرن الأول من الهجرة كان خاطف السرعة ، وسلميا على وجه العموم في كل مكان كانت فيه العقيدة السائدة إما يهودية وإما مسيحية(مهرطقة) (كما كان يُدعى المسيحيون الذين رفضوا معتقد مجمع نيقية ب"الهراطقة" ، ولم تكن حالة إسبانيا استثنائية ، وهذا يتعلق بجوهر الإسلام نفسه"(كتاب: الإسلام في الغرب، قرطبة عاصمة العالم والفكر لجارودي ص 11-12) وفسر جارودي جوهر الإسلام بأنه عالمي جاء بعقيدة التوحيد وعدم التمييز بين البشر فلم يكن الإسلام مرتبطا بجنس أو نوع من البشر ، وانما هو لكل أجناس الأرض وعرض حديث الرسول محمد (لافضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى) ولذلك فان مواجهة المسيحيين لم تكن مواجهة للمسيح انما للشرك ولذلك " استقبل الأهالي المسلمين كمحررين"(الإسلام في الغرب، قرطبة عاصمة العالم والفكر ص 15)لقد حرر دين محمد رسول الله ..الغربي والشرقي ، الاوروبي والعربي، وأرسى قواعد التسامح والتعارف ، والتاريخ شاهد على ذلك وحروفه المسطورة هي العلامة والدلالة والرمز وهي الحقيقة التي يحاول طمسها الكهنة والرهبان بمايشبه الفعل المحال.
ولقد كان يُقذف بنساء ماقبل الاسلام في مذابح الحضارات ومواقع الكهانات وتحقرهن الفلاسفة والدعوات الزائفة–مثل ارسطو وامثاله-وتُجادل في ارواحهن-هل هي نجسة او طاهرة!- قرون مظلمة حتى في تاريخ اوروبا ما بعد الاسلام! (مؤتمر عام 586م(أي قبل الاسلام بأقل من قرن) دار فيه الحوار حول هل تُعد المرأة انسانا أم غير انسان؟؟) في حين كانت نظرة الاسلام للمرأة نظرة رفيعة مجيدة ، يقول مارسيل بوازار المفكر ورجل القانون الفرنسي في كتابه(انسانية الاسلام)ص114 :" وهكذا فان العقيدة الإسلامية لم تستخدم ألفاظا للتقليل من احترامها ، كما فعل آباء الكنيسة الذين طالما اعتبروها (عميلة الشيطان) ". ويقول ايتين دينيه العالم الفرنسي المسلم :" وقد كان في عصر ازدهار الإسلام يُفاض فيضا على المسلمات ، وكانت ثقافتهن حينذاك ارفع من ثقافة الأوربيات دون جدال"(من كتابه"أشعة خاصة بنور الإسلام" ص 341) ويقول روجيه جارودي:"إذا نحن قارنا قواعد القرآن بقواعد جميع المجتمعات السابقة فإنها تسجل تقدما لا مراء فيه ولا سيما بالنسبة لأثينا ولروما حيث كانت المرأة قاصرة بصورة ثابتة "(وعود الإسلام ، الطبعة الثانية ،مكتبة مدبولي، 1985م،78) ويقول نظمي لوقا المغضوب عليه من كهنة المسيحية :"المرأة في الإسلام إنسان له حقوق الإنسان وكل تكاليفه العقلية والروحية فهي في ذلك صنو الرجل تقع عليها أعباء الأمانة التي تقع عليه ، أمانة العقيدة والإيمان وتزكية النفس .. وقد نجد هذا اليوم من بداهة الأمور . ولكنه لم يكن كذلك في العالم القديم، في كثير من الأمم حيث كانت المرأة تباع أحيانا كثيرة كما تباع السلعة ..وكانت في كثير من الأحيان منقوصة الأهلية لا تمارس التصرفات المالية والقانونية إلا عن طريق وليها الشرعي أو بموافقته , بل لم تكن تملك تزويج نفسها على الخصوص , وإنما الأمر في ذلك لوليها يجريه على هواه .وأكثر من هذا , كانت قبائل العرب في الجاهلية تئد البنات كراهة لهن وازدراء لشأنهن , ومن لم يئدهن كان يضيق بهن ضيقا شديدا.."(كتابه: محمد الرسالة والرسول ص 95-96) ومعلوم ان الاسلام جاء بفتوحات في كافة المجالات المادية والانسانية ومنها فتوحات في عالم المرأة ماغير من نظرة العالم بعد الاسلام اليها ويقول الفيلسوف هربرت سبنسر في كتابه وصف علم الاجتماع :" إن الزوجات كانت تباع في إنكلترة فيما بين القرن الخامس والقرن الثاني عشر ،... وشر من ذلك ماكان للشريف-النبيل روحيا كان او زمنيا-من الحق في الاستمتاع بإمرأة الفلاح إلى مدة أربع وعشرين ساعة من بعد عقد زواجه عليها،أي الفلاح" وفي سنة 1567م أصدر البرلمان الإسكوتلاندي بأن المرأة لايجوز أن تُمنح أي سلطة على أي شيء من الأشياء" فجاء الاسلام وحررهن القرآن وفك اسرهن محمد رسول الله ، وحرر اصحابه نساء دول الاحتلال الروماني ، ومنها نساء مصر، وحمل القرآن المنزل عليه حملة عظيمة على وأد البنات في الوثنيات وتقديمهن محرقات وتقدمات في طقوس الحضارات والديانات ، وقد كن يُقدمن فدية او هدية للآلهة المزعومة، في المواسم والاعياد واحتفالات الفداء المقيت.. وقد كان يمكن للأب ان يبيع ابنته عند رب الكتاب المقدس "إذا باع رجل ابنته تصبح أمة.."(سفر الخروج الاصحاج 21 العدد 7) قارني هذا ياوفاء بقول رسول الله" أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها وأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وزوجها فله اجران" رواه البخاري، ومسلم وابن ماجة والحاكم.
شقائق الرجال
فالاسلام اعلن منذ البداية المساواة الكبرى والحرية العظمى وان النساء شقائق مكرمات لا ارواح غريبة وساحرات مريبة وخلائق مكروهة كما زعمت فلسفات وكهانات، قال رسول الله "إنما النساء شقائق الرجال" اي مثيلات. وقبل رحيله صلى الله عليه وسلم قال"..استوصوا بالنساء خيرا" يقول روجيه جارودي:" في القرآن المرأة تستطيع التصرف بما تملك وهو حق لم يُتعرف لها به في معظم التشريعات الغربية ولاسيما في فرنسا الا في القرن التاسع عشر والعشرين..ويعطي القرآن ومأثور الحديث في صحيح البخاري أن للمرأة حق طلب الطلاق وهو مالم تحصل عليه المرأة في الغرب الا في بعد ثلاثة عشر قرنا"(وعود الاسلام ص 78-79)
وجاء الاسلام جعل المرأة من الرجل والرجل من المرأة واسبغ عليهم نعمة التكريم والتفضيل على كثير ممن خلق الله، انها فرادة النوع الانساني ككل، لافرق في الانسانية والكرامة وقبول الاعمال بين الرجل والمرأة.
"فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ"
فألغى الاسلام التمييز الباطل والتحقير الصارم ، وحطم الرب تعالى ، الأماني الباطلة المبنية على العرق والانتساب بالاسم ، والتدين الزائف الرسم ، فرفع المرأة الى مرتبة لائقة بإنسانيتها وجعل مدار الأمر على الانسانية والتقوى، فانهارت امام ذلك الاعلان الرباني قيم الجاهلية كلها ، واسقط نظرة الحضارات الوثنية والادعاءات المجحفة لها.
"لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا . وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا. وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا. وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا"
قال محمد اسد (ليوبولد فايس ) المفكر النمساوي المشهور، اليهودي الاصل :" جاء النبي ، صلى الله عليه وسلم، بما لم يسمع به من قبل الرجال والنساء سواء أمام الله , وان جميع الواجبات الدينية مفروضة على الرجل والمرأة على حد سواء. والحق انه ذهب إلى ابعد من ذلك فأعلن....أن المرأة شخص بملء حقها وليس لمجرد صلتها بالرجل كأم أو زوجة أو أخت أو ابنة , وأنها لذلك من حقها أن تقتني ملكا وان تتعاطى التجارة على حسابها ومسؤوليتها وان تهب لنفسها لمن تشاء عن طريق الزواج"(الطريق الى مكة ص 206) ويقول السفير الألماني مراد هوفمان في كتابه (الاسلام عام 2000ص51):" بأن المرأة تتمتع في الإسلام بنفس وضع الرجل، نفس الحقوق والواجبات والغايات: نفس الكرامة ، نفس الروحانية ، نفس الطبيعة الإنسانية".
ان هدفنا ايتها الاخوات الأسيرات هو تحرير الانسان حتى تتساوى المرأة مع الرجل في في الكرامة والانسانية وحرية الاختيار وهو ماجاء به الاعلان النازل من السماء ، وهو اعلان فريد جليل يشمل الرجل والمرأة وهو تفضيل الانسان وتكريمه على كثير من الخلائق كما جاء ذلك واعلن عنه بنزول الآية 70 من سورة الإسراء" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا".
الاعلان الذي اهانته الداروينية الحديثة فكتب " جوليان هكسلي Jullian Huxley " الملحد العلماني في كتابه" الإنسان في العالم الحديث Man in the Modern World ": " وبعد نظرية داروين لم يعد الإنسان مستطيعا تجنب اعتبار نفسه حيوانا"
لكن الله خاطب الانسان بأنه انسان وذكر انه خلقه من ذكر وأنثى، قال عز وجل" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"(سورة الحجرات: 13) وقال تعالى:" وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ووصى الله الانسان بوصايا تتعلق بانسانيته" وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ" وقال تعالى ايضا" وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا" يقول المستشرق الفرنسي اميل درمنغم:" من المزاعم الباطلة أن يقال إن المرأة في الإسلام قد جردت من نفوذها زوجة وأما ، كما تذم النصرانية لعدها المرأة مصدر الذنوب والآثام ولعنها إياها..) ويقول مارسيل بوازار:"إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء ويعاملهم بطريقة (شبه متساوية) وتهدف الشريعة الإسلامية بشكل عام إلى غاية متميزة هي الحماية ، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق ويبدي اهتماما شديدا بضمانها . فالقرآن والسنة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف , وقد أدخلا مفهوما اشد خلقية عن الزواج , وسعيا أخيرا إلى رفع وضع المؤمنة بمنحها عددا من الطموحات القانونية . أمام القانون و الملكية الخاصة الشخصية , والإرث "(من كتابه انسانية الإسلام ص 109-110)
ولذلك فان أول مطلب...ان اخراج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا الى سعتها ، ومن الاضطهاد الى التسامح والحرية والاختيار والعيش الكريم لم يكن ذلك كله ، في الاسلام، شعارا من الشعارات الفارغة ولكنها كانت حركة من الحركات الممتلئة بالحياة وثورة من الثورات المفارقة لطبيعة الثورات، والمغايرة لعالم الاحياء ، وحقيقة سارية في التاريخ يعرض مفارقته ومغايرته لأنه جاء من السماء.. ان نتائج دعوته في العالم سطرها علماء التأريخ واندهش له عباقرة التاريخ ، ذلك انه مع انتشاره السريع لم يكره الناس على الدخول فيه مع امكانه ان يفعل ذلك فكان الناس يقبلون عليه لعدله وسماحته ونوره المبين والحرية الأصيلة التي جاء بها ولذلك فان اول مطلب من مطالبنا اليوم بشأن المسلمات الاسيرات في اديرة كهنة الكنيسة المصرية هو اخراجهن محررات الى آفاق الكون كما أراد الاسلام وحققه واقعا في بلاد الشرق والغرب الشمال والجنوب..الى الاختيار الذي منحه الله للانسان.كما تنزع الفطرة وكما تنزلت الآيات وصار من البديهيات والضرورات.
ان احياء نفس وتحريرها هو كاحياء الناس جميعا وتحريرهم ، وقتلها او حبسها وعزلها بالباطل هو كقتل الناس جميعا كما جاء في النص الرحماني القرآني من سورة المائدة الآية:32، " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" وتحرير نفس مسلمة او نفس بشرية ايا كان دينها ، تحريرها من الطغيان هو اصل اصيل من ديننا، انها المحبة الحقيقية التي جاء الاسلام بتوصيل رسالتها الى كل نفس وهي الرحمة التي جاء بها الاسلام ليعيش الناس في ظلها.
كهنة متشابهون
لامجال في دولة الاسلام لما يشبه فعال كهنة العصور الوسطى المسيحية الذين كانوا يقبضون على النساء في العالم الغربي بحجة انهن ساحرات ، ثم يقتلونهن او يحبسوهن ويرهبوهن او يحرقونهن، واكثرهن لم يكن كما وصفن، ومنهن من كن يُقتلن على انتمائهن الى الاسلام في زمن كهنة محاكم التفتيش ، محاكم الرهبان ، هذا في وقت كانت المرأة المسلمة في قرطبة وغرناطة ترفل في النعيم والحرية وتتنعم بتعددية اسلامية تتيح للفكر ان ينظر وللعقل ان يفكر وللكافر ان يسمع حتى يبلغ مأمنه في كافة نواحي اوروبا ناقلا لمشاهد الحرية والعلمية والنظافة والجمال والحوار والايمان،قال المفكر ورجل القانون الفرنسي مارسيل بوازار في كتابه(انسانية الاسلام):" (.. كانت المرأة تتمتع بالاحترام والحرية في ظل الخلافة الأموية بأسبانيا ، فقد كانت يومئذ تشارك مشاركة تامة في الحياة الاجتماعية والثقافية، وكان الرجل يتودد لـ(السيدة)للفوز بالحظوة لديها ..إن الشعراء المسلمين هم الذين علموا مسيحي أوروبا عبر أسبانيا احترام المرأة...) ويقول جوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب :" إذا أردنا أن نعلم درجة تأثير القرآن في أمر النساء وجب علينا أن ننظر إليهن أيام ازدهار حضارة العرب ، وقد ظهر مما قصه المؤرخون انه كان لهن من الشأن ما اتفق لأخواتهن حديثا في أوربة..إن الأوربيين اخذوا عن العرب مبادىء الفروسية وما اقتضته من احترام المرأة . فالإسلام ، إذن ،لا النصرانية ، هو الذي رفع المرأة من الدرك الأسفل الذي كانت فيه ، وذلك خلافا للاعتقاد الشائع . وإذا نظرت إلى نصارى الدور الأول من القرون الوسطى رأيتهم لم يحملوا شيئا من الحرمة للنساء ، وإذا تصفحت كتب التاريخ ذلك الزمن وجدت ما يزيل كل شك في هذا الأمر ، وعلمت أن رجال عصر الإقطاع كانوا غلاظا نحو النساء قبل أن يتعلم النصارى من العرب أمر معاملتهن بالحسنى "(حضارة العرب ص 403) بل كانت المسيحيات يعشن حياة رغيدة مكرمة ومجيدة في ظل التسامح الاسلامي الذي اشاد به علماء غربيون كثيرون وغار منه قساوسة قساة ظالمون. بينما كانت اخواتهن في نفس القارة والزمن المجاور والجغرافيا الواحدة يُحرقن صلبا او طرحا او قذفا بحجج اغلبها كاذبة طاغية.
يقول ويل ديورانت في موسوعته المسماة (قصة الحضارة ، المجلد 28 ص244) :" وفيما بين عامي 1560-1600 أحرق نحو ثمانية آلاف من النسوة باعتبارهن ساحرات في إسكتلندة التي لم يكن عدد سكانها يبلغ المليون... وخفف جيمس السادس من تزمته بعد أن أصبح جيمس الأول ملك إنجلترا، وأصر على محاكمة المتهمين بالسحر محاكمة عادلة، وفضح الاعترافات والاتهامات الباطلة وأنقذ حياة خمس من النسوة اتهمهن صبي مخبول. وكادت المطاردة أن تنقطع بعد اعتلاء شارل العرش، ولكنها استؤنفت، وبلغت أقصاها أيام حكم البرلمان الطويل، حيث أعدم في عامين اثنين (1645-1647) مائتان من السحرة. وفي وسط هذه الموجة العاتية من الضراوة والعنف ارتفع صوت واحد يناشد العقل ويتحكم إليه، هو ريجنالد سكوت، وهو إنجليزي على الرغم من اسمه، وقد نشر في لندن 1584 "الكشف عن السحرة". ولم يسبقه إلا جوهان فير في كتابه "خدعة الشيطان" (بازل 1564) في هذه المحاولة الخطيرة، محاولة التخفيف من الخرافة البالغة القسوة. ووصف سكوت الساحرات بأنهن نسوة عجائز بائسات لا يستطعن الإضرار بأحد، وأنهن، حتى لو تصرف الشيطان عن طريقهن، أولى بالرثاء والإشفاق، أكثر منهن بالإحراق... وفضح سكوت ألوان التعذيب التي جعلت السحرة غير ذات قيمة، وإجراءات المحاكمة المجافية للعدالة، والمشوبة بالمخالفات والتراخي. والشكوك التي يزدردها القضاة والمحققون. ولكن لم يكن ثمة أثر للكتاب. وفي هذا الجو حاول العلم أن يشب على قدميه"
وهذا شهادة مكتشف الدورة الدموية (هارفي) كما اوردها ويل ديورانت في كتابه قصة الحضارة (المجلد 28 ص254-255) :" . وربما كان هارفي قد جلب على نفسه عداوة كثير من الناس نظراً لحدة طبعه وآرائه. ولم يعتبر هارفي الإنسان "إلا قرد ضخماً شريراً كريهاً" كما قال أوبري، وذهب إلى "أننا نحن الأوربيين لم نعرف كيف نسوس نسائنا ونحكمهن، وان الأتراك هم الشعب الوحيد الذي استطاع أن يستخدمهن بحكمة"
المرأة في عز الاسلام وفي عالم من شتم الرسول
ولقد عمل الاسلام على ترقية المرأة حتى صارت طبيبة وشاعرة وفقيهة وعالمة وشيخة لكثير من العلماء الكبار ومنهم بعض شراح صحيح البخاري!(يمكن الرجوع للأدلة المستفيضة في ذلك الى كتاب الدكتور محمد اسماعيل عودة الحجاب) ، وتقول زيغريد هونكه :" أجاز لها الرسول صلى الله عليه وسلم أن تستزيد من العلم والمعرفة كالرجال تماما ، وسار الركب وشاهد الناس سيدات يدرسن القانون والشرع ويلقين المحاضرات في المساجد ويفسرن أحكام الدين . فكانت السيدة تنتهي دراستها على يد كبار العلماء ، ثم تنال منهم تصريحا لتدريس هي بنفسها ما تعلمته , فتصبح الأستاذة الشيخة . كما لمعت من بينهن أدبيات وشاعرات، والناس لا ترى في ذلك غضاضة أو خروجا على التقاليد" (شمس العرب(في الأصل:الله) تسطع على الغرب ص 470) وفي القرون الثمانية من وجود حضارة الاسلام في الاندلس كانت المرأة متعلمة متقدمة في العلم والموهبة ،في الزمن الاسلامي الذي وصل المسلمون الى آفاق الكون بالدراسة وسموا النجوم بأسماء ووصلوا في علوم الصيدلة والجراحة والكيمياء والفيزياء والرياضيات الى مراحل علمية بالغة الدقة والقواعدية لو صح التعبير هذا بينما كانت المرأة في ظل سيطرة الكهنة في اوروبا المسيحية جاهلة ينظر اليها حتى زمن قريب نظرة حقيرة ، تقول اللادي ايفلين كوبولد (نبيلة انجليزية اعتنقت الاسلام) في مذكراتها لعام 1935 عن رحلتها الى مكة، المعنونة بالانجليزية بالرحلة الى مكة وبالعربية بالبحث عن الله ،ص 51):" لم تكن النساء (المسلمات) متأخرات عن الرجال في ميدان العلوم والمعارف فقد نشا منهن عالمات في الفلسفة والتاريخ والأدب والشعر وكل ألوان الحياة"ويقول روم لاندو وهو ناقد فني ونحات إنكليزي:"يوم كانت النسوة يعتبرن، في العالم الغربي ، مجرد متاع من الأمتعة ، ويوم كان القوم هناك في ريب جدي من أن لهن أرواحا ، كان الشرع الإسلامي قد منحهن حق التملك. وتلقت الأرامل نصيبا من ميراث أزواجهن ، ولكن البنات كان عليهن أن يقنعن بنصف حصة الذكر ..إلا أن علينا أن لا ننسى أن الأبناء الذكور وحدهم كانوا، حتى فترة حديثة نسبيا ، ينالون في الديار الغربية حصة من الإرث"(انظر كتاب قالوا عن المرأة في الاسلام لعماد الدين خليل ص 16) لقد رفض الفيلسوف الهولندي اسبينوزا اعطاء المراة حق التصويت ومع ذلك لم نقل عنه انه همجي، قال المؤرخ الانجليزي ويل ديورانت في كتابه الموسوعي "قصة الحضارة" (المجلد 34 ص151 ):" واقترح سبينوزا منح حق الاقتراع العام لكل الذكور فيما عدا القاصرين والمجرمين والأرقاء. واستبعد النساء لأنه رأى أنهن بحكم طبيعتهن وأعبائهن أقل صلاحية من الرجال للتداول والتشاور والحكم"
ويقول ويل ديورانت:" فالبنات الإنجليزيات في القرن السابع عشر لم تتح لهن إلا فرص ضئيلة في التعليم الثانوي، إذا استثنينا البيوت الغنية. فكان عليهن أن يعتمدن على المدرسين الخصوصيين، كما كان شأن استر جونسن مع جوناثان سويفت، أو أن يختلسن المعرفة بجهدهن الخاص كما فعلت ابنة ايفلين الأثيرة لديه. وعند ماكولي أن "نساء ذلك الجيل (1685-1715) الإنجليزيات، حتى في أرقى الطبقات، كن قطعاً أسوأ تعليماً منهن في أي فترة أخرى منذ حركة إحياء العلوم"وقد قدر سويفت أنه لا تكاد توجد امرأة راقية واحدة في كل ألف لقنت القراءة أو الهجاء "(المجلد 33 ص172) هذا في القرن السابع عشر اما قبله فلا مجال للعلم في الغرب وانما عصور مظلمة قاحلة ، قال ديورانت:" كانت نسبة معرفة القراءة والكتابة تركية أوربا في القرن السابع عشر أعلى منها في العالم المسيحي وربما حكمنا على وفرة الكتب من ثبت جمعه حاجي خليفة (1648)، يضم أكثر من 25 ألف كتاب في اللغات العربية والتركية والفارسية. وكانت هناك مئات المجلدات في الدين والفقه والعلوم والطب والبلاغة والسير والتاريخ" (المجلد 30 ص137) اما مملكة الفرنجة المدعومة مسيحيا في اوروبا قبل الاسلام بأقل من قرن والذين تزوج قادتهم بمن بقي من نساء طبقة أعضاء الشيوخ الغاليين-الرومان، ونشأ من هذا التزاوج أشراف فرنسا. وكانوا في ذلك الوقت أشرافاً يتصفون بالقوة، يحبون الحرب، ويحتقرون الآداب فحدث عنها ولاحرج
يقول ديورانت في قصة الحضارة المجلد 12 ص190 :" في غمار هذه الفوضى لم يكد يكون للتعليم وجود، فلم يحل عام 600 حتى كانت معرفة القراءة والكتابة ترفاً لا يتمتع به إلا رجال الدين، أما العلوم الطبيعية فقد انمحت أو كادت. وبقى الطب، لأنا نسمع عن وجود أطباء في حاشية الملوك، أما بين الشعب فقد كان السحر والصلاة في نظرهم خيراً من الدواء. وقد ندد جريجوري أسقف تور (538؟-594) بمن يستخدمون الأدوية بدل الصلوات في علاج المرضى، وقال: إن هذا إثم يعذبهم عليه الله. ولما مرض هو أرسل يدعو إليه طبيباً، ولكنه سرعان ما صرفه لأنه لم ينفعه بشيء، ثم شرب قدحاً من الماء ممزوجاً بتراب جئ به من قبر القديس مارتن... وكان جريجوري هذا أشهر كتاب النثر في أيامه، وكان يعرف كثيرين من الملوك المروفنجيين معرفة شخصية، وكثيراً ما كانوا يستخدمونه في بعثات لهم. وقد روى في كتابه تاريخ الفرنجة قصة العصر المروفنجي المتأخر بطريقة فجة، مضطربة قائمة على الهوى والخرافة، ولكنه روى هذه القصة بأسلوب واضح... فيؤكد أن الأفاعي سقطت من السماء في عام 587، وأن قرية قد اختفت فجأة بجميع مبانيها وسكانها. وهو يشهر بكل شيء في أي إنسان لا يؤمن بالله أو يعمل ما يضر بالكنيسة، ولكنه يقبل ما يرتكبه أبناء الكنيسة المؤمنون من أعمال وحشية، وغدر، وخيانة، وفساد خلقي، ولا يجد في هذا ما تشمئز منه نفسه."
ويقول ديورانت عن حكومة سليمان القانوني في الدولة العثمانية وهي حكومة متأخرة وخارج الجغرافيا الاسبانية :"ذلك قال لوثر: "يقال إنه لم يكن ثمة حكومة زمنية أفضل من حكومة الأتراك". وفي مجال التسامح الديني كان سليمان أجرأ وأكرم من أنداده المسيحيين الذين ذهبوا إلى أن الانسجام الديني أمر ضروري للقوة الوطنية. ولكن سليمان رخص للمسيحيين واليهود في ممارسة ديانتهم في حرية تامة، وقال الكاردينال بول "إن الأتراك لا يلزمون الآخرين باعتناق عقيدتهم، ولهذا الذي لا يهاجم ديانتهم، أن يفصح عن أية عقيدة يعتنقها، وهو آمن". وفي نوفمبر 1561 حين كانت إسكتلنده وإنجلترا وألمانيا اللوثرية تعتبر الكثلكة جريمة، كما كانت إيطاليا وأسبانيا تعتبران البروتستانتية جريمة، أمر سليمان بالإفراج عن سجين مسيحي، "غير راغب في تحويل أي فرد عن دينه بالقوة". لقد جعل من إمبراطورية مأوى آمناً لليهود الفارين من محاكم التفتيش في إسبانيا والبرتغال" (قصة الحضارة المجلد 26 ص125-128)
السماحة المحجوبة!
وماذا كان حال الامهات والبنات اليهوديات في ظل المسيحية الغربية الحاكمة في اوروبا، كيف عشن وتربين وازدهرن وتنقلن!؟ وقد كان الاسلام في الواجهة الأخرى من اوروبا يزدهر فيه عالم المرأة ايما ازدهار ، يقول ديورانتفي قصة الحضارة(المجلد 26 ص155-161) :" إلى أين يذهب اليهود؟ إن جزيرتي سردينيا وصقلية اللتين كانوا قد قطنوا فيهما لمدة ألف سنة من قبل، قد شملهما، بالإضافة إلى أسبانيا، المرسوم الذي أصدره فريناند بطردهم. وما جاءت 1493 حتى كان آخر يهودي قد غادر بالرمو...ولكن شارل الخامس أصدر في سنة 1540 مرسوماً بطرد اليهود من نابولي. وكان في جنوة لزمن طويل قانون يحدد دخول أعداد إضافية من اليهود. ولما وصل المرتدون من أسبانيا 1492، لم يسمح لهم بالبقاء لأكثر من بضعة أيام قليلة. ولقد وصفهم مؤرخ جنوي بأنهم أشباح بالغة الهزال والشحوب والنحول، عيونهم غائرة، ولا يفرقهم عن الموتى سوى قدرتهم على الحركة". ومات الكثير منهم جوعاً، وحملت الأمهات أطفالاً موتى، وباع بعض الآباء أبناءهم ليدفعوا أجر الانتقال من جنوى. واستقبل نفر قليل من المنفيين في فيرارا، ولكن طلب إليهم أن يضعوا شارات صفراء وربما كان هذا بمثابة احتياط ضد انتشار المرض. ... وفرض بول الرابع (1555-1559) على كل معبد أن يسهم بعشرة دوكات (250دولار؟) في إقامة دار للمتنصرين ليتلقى فيها اليهود تعاليم المسيحية. وحرم على اليهود استخدام خدم أو مرضعات مسيحيات أو علاج مرضى مسيحيين، أو أن يبيعوا المسيحيين شيئاً غير الملابس القديمة، أو أن يقيموا مع المسيحيين أية معاملات أو علاقات ممنوعة. وما كان لهم أن يستعملوا إلا التقويم المسيحي. وهدمت كل معابد اليهود في رومه إلا واحداً، وحرم على اليهودي أن يمتلك عقاراً، وإذا كان لأحد منهم أي عقار فعليه أن يبيعه في بحر ستة شهور، وبهذه الطريقة استطاع المسيحيون أن يشتروا بما يعادل 500.000 كراون (12.500.000 دولار) من أملاك اليهود بخمس قيمته الفعلية. وانحصر كل اليهود الذين بقوا آنذاك في رومه (1555) في حي منعزل عاش فيه عشرة آلاف شخص في كيلومتر مربع فقط، وشغلت عدة أسرات حجرة واحدة. وتعرض الحي، بسبب انخفاض مستواه، للفيضان الدوري لنهر التيبر، حتى جعل من هذه البقعة مستنقعاً ملوثاً بالطاعون. وأحيط الحي بأسوار كئيبة تغلق أبوابها في منتصف الليل وتفتح عند الفجر... وأقيمت أحياء منعزلة مثل هذا في فلورنسا وسيينا؛ وبمرسوم من البابا في أنكونا وبولونيا، وكانت تسمى هناك Enferno(65) (الجحيم). واصدر بول الرابع أمراً سرياً بوضع كل المرتدين في انكونا في سجون محكمة التفتيش وبمصادرة بضائعهم. وأحرق هناك أربعة وعشرون رجلاً وامرأة واحدة أحياء بتهمة أنهم هراطقة مرتدون (1556)... وتسللت حفنة من اللاجئين اليهود إلى فرنسا وإنجلترا على الرغم من القوانين التي تنص على إبعادهم. وكانت ألمانيا كلها تقريباً مغلقة في وجوههم."
ففي ظل الاسلام وجدوا مأوى لهم وتسامح كبير وحياة كريمة،وفي ذلك يضيف ديورانت:" أما هؤلاء اللاجئون الذين التمسوا مأوى في الأراضي الإسلامية التي لا تخضع مباشرة لسيطرة سلطان تركيا، فقد صاروا إلى حالة أحسن بقليل منها في العالم المسيحي... ولقي المنفيون من أسبانيا، استقبالاً إنسانياً في القاهرة تحت حكم سلاطين المماليك والعثمانيين، وسرعان ما سموا إلى زعامة الجالية اليهودية. وألغى سليم الأول وظيفة Nagid "الأمير" وفيها كان يتولى أحد الأحبار تعيين سائر الأحبار، ويشرف على شئون كل اليهود في مصر، وبعد ذلك أصبح لكل جالية يهودية أن تختار حبراً لها وان تتولى شئونها الداخلية بنفسها" وهناك حالات لاتمثل السماحة الاسلامية السابغة على قرون الاسلام الكبرى بينما كان العكس في الغرب ، التسامح هو الاستثناء والاضطهاد هو الاصل
تقول زيغريد هونكه الالمانية صحابة كتاب شمس الله تسطع على الغرب:" وبعد ان كانت إسبانيا التي فتحها العرب منذ عام 711م وظلوا طوال ثمانية قرون يحكمونها ،بروح الإسلام، والحكم المتسامح الذي لامثيل له(لاحظ أن هونكه بقيت حية حتى القرن الواحد والعشرين ) ورضيت بوجود المسيحيين واليهود، بل وفوق ذلك أتاحت لهم حق ممارسة وحماية ديانتهم | |
|