كنيسة مسيحية لمسرح مفتوح للفضائح والمخازي التي يعف بسطاء الناس عن اقترافها ..هذا الإنفجار فتح بابا للتساؤل ...لماذا يرتكب القساوسة أبشع الجرائم الأخلاقية التي يعف عنها عامة الشعب ؟
مصر أيضا ليست بعيدة عن هذا الصخب ...فلم تقتصر فضائح الكنيسة على القمص برسوم المحرقي –ذائع الصيت – وحسب ...بل تجاوزته للعديد من كبار القساوسة المحيطين بالبابا ..فالأنبا مرقس أسقف شبرا والمتحدث الإعلامي للكنيسة تعرض لمحاكمة سرية ولولا خوف الكنيسة من تكرار مشهد برسوم المحرقي لتم شلحه وطرده من الكنيسة بسبب علاقته الجنسية مع سكرتيرته الخاصة التي تحدثت الصحف عن زواجه بها مخالفا بذلك قانون الرهبنة .والأنبا بيشوي – الرجل الثاني في الكنيسة- لاتزال المواقع المسيحية تتحدث عن علاقته الدنسة بالمحامية الفاتنة "هدى جمال" التي طلقها بيشوي من زوجها ثم خص بها نفسه لتصبح محظيته "المقدسة" التي لا تفارق مكتبه في الكاتدرائية .
ولم يعد سراً أن القمص بولا فؤاد كاهن البلينا والرجل القوي في مطرانية سوهاج تم شلحه مؤخرا بعد شكوى من أحد كبار التجار النصارى في سوهاج والذي ضبط الكاهن الورع في أحضان زوجته وتقدم بعدة شكوى تجاهلتها الكنيسة فحضر إلى الكاتدرائية بصحبة محامي وأمهل الكنيسة أيام ليتم شلح الكاهن أو سيلجأ الرجل للإعلام والقضاء .
وفي هذا السياق أيضا تبرز قضية الاتجار بالأطفال التي احترفها القساوسة وتربحوا من ورائها والتي يتكشف منها كل يوم ما يدعوا للخجل واخرها قضية القس أغسطينوس موريس حليم كاهن كنيسة مصطفى كامل بالاسكندرية الذي استثمر فجور بنات كنيسته وبدء في الاتجار باطفالهن من السفاح ثم هرب بعدما طلبت النيابة القبض عليه في قضية بيع طفل سفاح لعائلة امريكية بمئات الالاف من الدولارات .
نعود إلى السؤال الهام ... لماذا المعادلة مقلوبة... ولماذا يقترف القساوسة أبشع الجرائم التي يتعفف عنها عامة الناس ؟
الإجابة في كتاب الله تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله} [التوبة:34].
قال الشعبي: "كل أمة علماؤها شرارها إلا المسلمين، فإن علماءها خيارها".
ووضح ذلك ابن تيمية فقال: وذلك أن كل أمة غير المسلمين فهم ضالون، وإنما يضلهم علماؤهم، فعلماؤهم شرارهم، والمسلمون على هدى وإنما يتبين الهدى بعلمائهم، فعلماؤهم خيارهم. سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - (ج 2 / ص 379).
أن علماء كل امة هم رأسها وعنوانها ..فعلماء النصارى رأس الضلال وسدنته على مر العصور ودعونا نتأمل وصف الفيلسوف إسبينوزا لهم في رسالته في اللاهوت والسياسية 115
"لقد دهشت مرارا من رؤية أناس يفتخرون بإيمانهم بالدين المسيحي أي يؤمنون بالحب والسعادة والسلام والعفة والإخلاص لجميع الناس، ويتنازعون مع ذلك بخبث شديد ويظهرون أشد أنواع الحقد، بحيث يظهر إيمانهم في عدائهم لا في ممارستهم للفضيلة. ومنذ زمن طويل وصلت الأمور إلى حد أنه أصبح من المستحيل التعرف على نوع عقيدة الشخص...، ولقد بحثت عن سبب هذا الشر ووجدته دون عناء في النظر إلى مهام تنظيم الكنيسة على أنها شرف وإلى وظائف القائمين بالعبادة على أنها مصدر للدخل، فأصبح الدين عند العامي إسباغا لمظاهر التكريم على رجال الدين، ومنذ أن شاع هذا الفساد داخل الكنيسة فقد استحوذت رغبة جارفة في دخول الكهنوت على قلوب أكثر الناس شرا، وانقلب الحماس لنشر الدين إلى شهوة وطموح مزر، وتحولت الكنائس إلى مسارح لا يسمع فيها الفرد علماء الدين بل خطباء الكنيسة الفصحاء الذين لا رغبة لديهم في تعليم الناس بل يستهدفون إثارة الإعجاب بهم، وينالون علنا من المنشقين عليهم، ويفرضون تعاليم جديدة لم يتعودها أحد لإثارة دهشة العوام. وقد أدى هذا الموقف بالضرورة إلى صراع مر وإلى حسد وحقد لم تستطع السنوات الطويلة التخفيف من حدتها، فلا عجب أن لم يبق من الدين الأصلي إلا العبادة الخارجية، وهي عند العامة أقرب إلى التملق منها إلى عبادة الله؛ إذ لم يعد الإيمان إلا تصديقا أعمى بأوهام متعصبة وأية أوهام متعصبة؟
إنها أوهام أولئك الذين يحطون العقلاء إلى مستوى البهائم لأنها تمنع ممارسة الحكم وتعوق التمييز بين الخطأ والصواب، وتبدو كأنها وضعت خاصة لإطفاء نور العقل".
هكذا وصفهم الرجل من عشرات السنين ولايزال وصفه نضاً طرياً كأنما يصف لنا اليوم شنوده و مكاري يونان ومرقص عزيز ومتياس منقريوس ويؤانس وبيشوي ومرقص وعبد المسيح بسيط وغيرهم من عصابة الأشرار الفجار .