الفحـل الشـارد والبقـر الطالب
أمريكا تتعامل مع الحكام العرب على أنهم مجموعة من أحجار البطاريات التى يجب أن تستبدل فورًا إذا ما فرغ شحنها وفقدت القدرة على العطاء ... حدث ذلك مع السادات والملك حسين وأمير البحرين والعديد من الحكام العرب
أحجارنا العربية تضئ لمن يملكها ويحملها ويقوى على تغييرها ، لا لمن يهتف باسمها ويعلق صورها على الجدران .. إنها تضئ لمن يقوى على شحنها وسحقها واستبدالها ، والشعوب العربية مازالت غير قادرة على تغيير حجارتها أو استبدالها حتى لو فسدت تلك الحجارة وعطبت وبللت الفراش
حكامنا يضيئون للغير مخلفين لنا الظلام ، طمسوا حضارة الشرق وأضاءوا حضارة الغرب بسبب ضعف الشعوب وغياب المحاسبة والمراقبة ، أما الشعوب القوية فإن حكامها يتحولون إلى مواتير عملاقة يصعب حملها أو تحريكها بأصابع الأعداء
نحن بسبب القهر أصبحنا كالأقزام التى لا تقوى على التغيير وأمريكا تتولى الأمر نيابة عنا ، وتستبدل أحجارنا القديمة بأحجار جديدة طويلة العمر وعليها تقع مسئولية التلميع والدعاية وإعادة شحن القلب الأسود فى البيت الأبيض
أحجارنا يطلق عليها الغرب " أحجار كريمة " تدفع للمحتل ثمن إحتلاله وللجلاد ثمن بغيه وضلاله وتتبرع لحدائق الحيوان بما لا يجده الإنسان فيها ... الغرب يعتبرهم أحجار كريمة والشعب يعتبرهم أحجار ملعونة ومعجونة بماء الخبث تضئ بمجرد اللمس وتعطى الضوء الأخضر للمحتل ليتحرك فى بلادنا كيف يشاء ومتى يشاء .. إنها أحجار وضيعة مكتوبًا عليها : صنعت فى U.S.A
فى المقابل توجد أحجار عظيمة تصنع المجد فى فلسطين يحملها الأطفال ويرجمون بها شياطين الأرض المحتلة ومكتوبًا عليها ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وتلك هى الأحجار المقدسة التى تضيئ الليل وتستعجل الفجر وتصنع المستقبل وتبنى الكرامة
تبنى الكرامة ولا تبنى مدن الصفوه والانتاج الإعلامى ومدن اللهو والقمار ..
إن أمريكا تعيش فى منطقتنا العربية كـ " الفحل الشارد " الذى نامت له كل الأبقار الحاكمة عن طيب خاطر وانكسار ، ولا يقلق هذا الفحل إلا أسود المقاومة الإسلامية التى تنتج فى كل يوم آلاف الأشبال ممن يحملون على أكتافهم مسئولية إزاحة هذا العار ومطاردة الفحل الشارد الذى حول أرض الرسالات إلى زرائب عار ، وجعل من ولاة أمورنا قطعان من الأبقار ، وأقام على كل مجموعة من " الآبار " دويلة وضع عليها " تيس مستعار " يدافع عن مصالح الفحل الأمريكى ويزين أفعاله ومقاصده ويأمرنا بالابتسامة فى وجهه والاستسلام لشهواته ونزواته وعدم مقاومته حتى لا نُوصَم بالإرهاب ونُرمَى بالتطرف
ومن عظمة الإسلام أن كلمة التوحيد تبدأ بكلمة " لا " ... لا إله إلا الله ، ولا معبود إلا إياه ، ويجب أن تصبح كلمة " لا " شعار كل مسلم وأمل كل مقاوم وهدف كل مجاهد وغاية كل مناهض
إن " الأبقار " من المحيط إلى الخليج لن يشفعوا لنا أمام الله ، فالحلال بين والحرام بين ، ويجب ألا تضللنا منظومة الشيطان التى جعلت لكل عضو فيها دور يصب فى خدمة " البقر " ، فالإعلام يُمجد ، والتعليم يُزين ، والسلطات الأربع تنافق وتساند ، والمؤسسة الدينية تحلل وتبارك ، ومن بعيد يقف راعى البقر الأمريكى الملقب بالفحل الشارد يشد على يد الأبقار ويمدها بكل أدوات القهر والبطش ومحاربة الأسود ومطاردة الأشبال والالتزام بتنظيم النسل للتقليل منهم ومن مخاطرهم
من هنا .. لا نجد أى غرابة فى أن الإسلام أصبح يمثل العدو المشترك للبقر الخائر والفحل الهائج ، لأنه يمثل المرجعية التى تفسد عليهم خلوتهم وشهوتهم وتدعو الشعوب للتطهر وعدم عبادة الأبقار
والقرآن الكريم وهو يحدثنا عن قوم لوط يوضح لنا السبب الذى جعل الشواذ والمنحطين يطاردون المؤمنين الملتزمين لا لشئ إلا انهم يتطهرون ويدعون للفضيلة والحياة السوية فقالوا : ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) وهذا هو ذنبهم وذنبنا وذنب كل من يقاوم الإعوجاج ويقوم الفساد
اليوم نرى سجون " البقر " ممتلئة بخير البشر ممن يدعون للتطهر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويحاولون انهاء تلك العلاقة الشاذة التى تربط ما بين فحل " شارد " وبقر " طالب " فى دورة شبق لا تنتهى ، وهذا الوضع لن يتغير أبدًا طالما لم تتحرك الشعوب وتقاوم الطغاه أجانب كانوا .. أم ولاه
على الشعوب أن تتحرك وتطارد اللص حتى لا ينعم بما سرق ولا يسعد بما نهب ، عليها ألا تنشغل بما سوف يرميها به الطغاه إذا ما وصفوهم بالإرهاب
وهل يوجد بعد الأنظمة الحاكمة وأمريكا الباغية ... إرهاب ؟
على الشعوب أن تكسر الصمت وتقتلع الأبواب ..
عليها ألا تغرى القاتل بأدب الحوار وعشم العتاب ..
عليها أن تظهر عظمة الإسلام وقوة الأنياب ، يقول تعالى : وليجدوا فيكم غلظة
على الشعوب أن تجعل قبلتها المقاومة وحرفتها المداهمة وصنعتها الملاكمة حتى نصنع السلام من مصدر القوة ، ونصنع الشرف من عز التسامح فإما حياة تسر الصديق ... وإما ممات يغيظ العِدا