تعلم من الطيور المهاجرة
قال تعالى في كتابه العزيز
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
فصلت53
ويقول سبحانه
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً
النحل66
لقد أمرنا ربنا سبحانه وتعالى أن نأخذ العبر من آياته المنتشرة في الكون من حولنا بعد التأمل والتفكر
تأملات في الطيور
ففي قصة ابني آدم عليه السلام بعد أن قتل أحدهما الآخر
بعث الله غراباً ليعلمه دفن الموتى
قال تعالى
فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
المائدة31
واليوم نرى في الطيور دروساً أخرى منها
هل سبق لك عند مجيء فصل الخريف
أن رأيت جماعات الطيور تتجه نحو الجنوب
وهي تطير على شكل الرقم سبعة
يا ترى لماذا تتخذ الطيور هذا الشكل بالذات أثناء الطيران ؟
1
لقد توصل العلم إلى أن كل طير عندما يضرب بجناحيه
يعطي دفعة إلى أعلى للطائر الذي يليه مباشرة
وعلى ذلك فإن الطيران على الشكل المذكور
يمكن سرب الطيور من أن يقطع مسافة إضافية زيادة على المسافة التي يمكن أن يقطعها فيما لو طار كل طائر بمفرده
2
وعندما يخرج أحد الطيور عن مسار الشكل المذكور
فإنه يواجه فجأة بسحب الجاذبية وشدة مقاومة الهواء
لذلك فإنه سرعان ما يرجع إلى السرب ليستفيد من القوة والحماية التي تمنحها إياه المجموعة
وهكذا فإن الإنسان ضعيف بنفسه قوي بإخوانه وإذا ابتعد عن المجموعه فقد لا يستطيع مقاومة التيار
3
وعندما يحس قائد السرب بالتعب لأنه يتحمل العبء الأكبر من المقاومة
فإنه ينسحب إلى الخلف ويترك القيادة لطائر آخر , وهكذا تتم القيادة بالتناوب
وهكذا يعلمنا الطير أنه مما يجدر الاهتمام به التعاون في عملية القيادة والتناوب عليها من قبل الأكفاء خاصة عندما يكون العمل صعباً
4
أما أفراد الطيور الذين في المؤخرة فإنهم يواصلون الصياح أثناء الطيران لتشجيع الأفراد الذين في المقدمة على المحافظة على سرعة الطيران
وهكذا نتعلم أن العبارات التشجيعية تساعد دائماً في تنشيط الذين يعملون في الخطوط الأمامية وتحثهم على التقدم دائماً بالرغم من الضغوط المستمرة
5
وأخيراً فعندما يمرض أحد أفراد البط أو تصيبه رصاصة صياد فيتخلف عن السرب ، يقوم اثنان من الطيور بالانسحاب من السرب واللحاق به لحمايته ويبقيان معه حتى يتمكن من اللحاق بالمجموعة أو يموت فيلتحقان بسرب آخر
وهكذا نتعلم أن هناك دائماً أفراداً يتحركون بسرعة أقل من سرعة المجموعة لظرف ما فتفرز لهم المجموعة من يساعدهم حتى يلتحقوا بالركب