القضية ليست 11 سبتمبر

القضية ليست 11 سبتمبر

د. محمد عمارة : بتاريخ 28 - 1 - 2008

في أحدث حلقات مسلسل التهجم الغربي على الإسلام ـ كدين ـ وليس فقط المسلمين وحضارتهم ـ قال القس الأمريكي "بيل كيلر" في برنامجه التليفزيوني في "الصلاة المباشرة" : " إنني أؤمن بحقيقة مبنية على نظرية كلية للحياة ، وهي أن الكتاب المقدس هو كلمة الرب المعصومة التي لا تخطئ " وبناء على ذلك فإن الإسلام دين زائف ، وإن المسلمين إنما يعبدون إلها زائفا سيقودهم على طريق مؤكد نحو الجحيم والإدانة الأبدية "!.. (صحيفة المصري اليوم في 28 -8-2007م) .
ولقد سبق لقس أمريكي ـ وزعيم سياسي هو "بات روبرتسون" مؤسس جماعة التحالف السياسي المسيحي ـ أن أدعي " أن الدين الإسلامي قد دعا إلى العنف" وأنه بالنظر إلى المعنى الحقيقي لآيات قرآنية فإن أسامة بن لادن أكثر وفاء لدينه الإسلام من الآخرين !..وإن أمريكا بحاجة إلى إنذار ضد خطر المسلمين الذين يكرهون أمريكا ويحاولون تدمير إسرائيل "..
كذلك سبق لوزير العدل الأمريكي الأسبق "جون أشكروفت" أن تهجم على إله المسلمين ورب العالمين ، وذلك عندما قال :" إن المسيحية هي دين أرسل الرب فيه ابنه ليموت من أجل الناس ، أما الإسلام فهو دين يطلب الله فيه من الشخص إرسال ابنه ليموت من أجل هذا الإله " !..
أما الجنرال "بوكين" مساعد وزير الدفاع الأمريكي فقد خطب في إحدى الكنائس وهو بزيه العسكري ـ وقال :" إن إلهنا أكبر من إله المسلمين . إن إلهنا حقيقي وإله المسلمين صنم . وإن محمد هو الشيطان نفسه "!
كذلك وصف وزير الداخلية الألماني السابق "أوتوشيلي" :" عقيدة الإسلام بأنها هرطقة وضلال "!..
أما الروائي الفرنسي "ميشيل هويلبيك " فلقد قال :" إن قراءة القرآن مثيرة للتقزز ..وإن الإسلام دين عدواني لا متسامح يجعل الناس أشقياء تعساء "!

وإذا كانت هذه "عينات" مجرد عينات من الافتراء والازدراء والتهجم على الإسلام ـالدين ـ وعلى المسلمين ـ الأمة والحضارة ـ التي نزلت علينا كالمطر بعد 11 سبتمبر سنة 2001 ..فإن لهذه الثقافة المعادية للإسلام والكارهة له ـ ثقافة الكراهية السوداء تاريخ قديم في الفكر الغربي ..بل إن ثقافة الكراهية السوداء هذه للإسلام والمسلمين هي جزء من استراتيجية مؤسسات الهيمنة الغربية ـ السياسية والدينية والإعلامية ـ التي تكرس نزعة "الخوف من الإسلام " لتسوق الشعوب الغربية في الزحف الإمبريالي الغربي على ديار الإسلام لنهب ثروات المسلمين!..
وكنموذج على تأصل النزعة في الفكر الاستراتيجي الغربي ـ وخاصة الأمريكي ـ نشير إلى ما كتبه الرئيس الأمريكي الأسبق ـ وهو مفكر استراتيجي مرموق ـ "ريتشارد نيسكون (1913-1994م) في كتابه "الفرصة السانحة" الذي صدر في ثمانينات القرن العشرين أي قبل 11 سبتمبر سنة 2001 بنحو خمسة عشر عاما عندما قال :
"إن الكثيرين من الأمريكيين قد أصبحوا ينظرون إلى كل المسلمين كأعداء ..ويتصور كثير من الأمريكيين أن المسلمين هم شعوب غير متحضرة ودمويون ، وغير منطقيين ، وأن سبب اهتمامنا بهم هو أن بعض زعمائهم يسيطرون بالمصادفة ..على بعض الأماكن التي تحوي ثلثي النفط الموجود في العالم ".
وليس هناك صورة أسوأ من هذه الصورة ...حتى بالنسبة إلى الصين الشيوعية في ذهن وضمير المواطن الأمريكي عن العالم الإسلامي .
ويحذر بعض المراقبين من أن الإسلام قد يصبح قوة جيبوليتكية متطرفة وأنه مع التزايد السكاني والإمكانات المادية المتاحة سوف يؤلف المسلمون مخاطر كبيرة وسوف يضطر الغرب إلى أن يتحد مع موسكو ليواجه الخطر العدواني للعالم الإسلامي..فالإسلام والغرب متضادات "!!..
إذن...فالقضية ليست 11 سبتمبر ..وإنما نحن أمام عداء له تاريخ !.

» الخميس 13 سبتمبر هو غرة شهر رمضان للعام الهجرى 1428 /9
» ورود ليست كباقي الورود