nada
عضو ذهـبي
عدد الرسائل : 180 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 19/09/2007
| موضوع: شبح المرأة الأخرى السبت أغسطس 16, 2008 8:36 am | |
| شبح المرأة الأخرى |
| أثار مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد في مصر ردود فعل غاضبة من الرجال بخصوص اقتراح تقييد تعدد الزوجات و الحصول علي تصريح أولا من القاضي .
يفتح المشروع الحوار مجددا حول ( تعدد الزوجات ) والذي تعتبره كثير من النسويات والملتحقات بالغرب سبة في جبين المرأة ، بينما يري الكثير من المفكرين المسلمين أن إباحة ( تعدد الزوجات ) و( الطلاق ) في الإسلام هو صمام الأمان الذي يحمي المجتمع من التحلل الأخلاقي والتردي في أوحال الإباحية بالشكل الذي نراه اليوم في المجتمعات الغربية التي تقصر الزواج علي واحدة وبشكل أبدي .
إذا تأملنا الواقع بعيدا عن القوانين والشرائع نجد أن امرأة أخري في حياة الزوج هو أمر وارد الحدوث في كل مكان وزمان ، أحيانا يبحث عنها الرجل ولديه أسبابه ( مثل حالات مرض الزوجة الأولي أو عقمها أو تنافرها الشديد معه ) وأحيانا يبحث عنها بغير أسباب حقيقية إلا مجرد رغبته الفطرية المعقدة في الحصول علي امرأة أخري . وأحيانا تتسلل هي لحياته لحاجتها إليه وخاصة إذا كانت مطلقة أو أرملة شابة ووجدت فيه الرجل الذي يمكنها استكمال مسيرة حياتها معه ، وفي بعض الحالات يحدث الأمر بشكل قدري بلا تخطيط من الطرفين ، فقد التقيا وتجاذبت أرواحهما ونفوسهما بشكل لا يمكن دفعه رغم أنه متزوج ، وفي كل الحالات يصبح أمام الرجل خيارين إما الحلال أو الحرام .
يحدث في الغرب الذي يتعارض التعدد مع قوانينه وشرائعه أن يدخل الرجل دائرة الحرام ويعيش مع امرأة أخري بلا رابطة معترف بها وينجب منها أطفالا غير شرعيين وإذا مات تحرم هي وأبناؤها من ميراثه ومعاشه ونفقته ، ومع انتشار هذا الشكل من التعايش المحرم قل الإقبال علي الزواج وصاروا ينظرون إليه علي أنه قيد وسجن في قفص بلا مفتاح ، وأدي ذلك إلي تراجع معدلات الزواج الشرعي وزيادة أعداد الأبناء غير الشرعيين بشكل ملحوظ .
أما في ظل الإسلام فالمرأة الأخري ليست هي امرأة الشارع الخلفي في حياة الرجل ، بل هي زوجته الثانية ، وضعها شرعي وكرامتها محفوظة ورأسها مرفوع ، أبناؤها أولاد حلال ينسبون لأبيهم ويواجهون الحياة بكبرياء صاحب الحق المشروع ، ينفق عليهم أبيهم ويربيهم في حياته ويرثونه ويتلقون عزاءه بعد موته ، ولا تنقطع صلتهم به بالموت بل ربما يجعل الله فيهم ولدا صالحا يدعو له ويتصدق علي روحه فيصله ثوابه وهو في عالم الغيب وينتفع به .
لا أحد ينكر أن الزوجة الأولي تتألم وتتأذي مشاعرها من زواجه بأخرى ، فالحب لا يحتمل ثلاثة أشخاص ولكن الزواج يحتمل ، الزواج مؤسسة اجتماعية كبيرة تشمل مصالح اقتصادية واجتماعية تخص الزوجة والأبناء ويقع في قلب المؤسسة الحب ،حب الأب لأبنائه وحب الأم لهم ، وفي قلب القلب حب الزوج لزوجته وهذا فقط هو الجزء الذي يصيبه الجرح ، ولكن القلب معرض دائما لكثير من الجراح فليكن هذا أحدها وكل إنسان مقدر عليه حظه من الابتلاء ، والصبر علي الابتلاء هو من تمام إيمان المرء ، يؤجر عليه في الدنيا والآخره ، والحفاظ علي كيان الأسرة وطهارة المجتمع هدف أسمي من كل شئ .
تتعدد النصائح للزوجة الأولي عما يمكنها فعله للحفاظ علي زوجها علي أساس أن الوقاية خير من العلاج ، ومن الممكن تحصين الزوج وتطعيمه ضد ( العدو المحتمل ) وهو هنا تلك المرأة الأخرى ، ولكن الوقائع العملية تقول أن الأمر ليس فيه قاعدة مثل كل شئون الحياة ، فنحن نخطئ كثيرا عندما نظن أن (أ) تؤدي إلي (ب ) بالضرورة وأن 1+ 1 = 2 ، هذه الفرضيات صحيحة علي الورق وفي علم الرياضيات فقط ، أما في أدغال وأحراش النفس البشرية فكل شئ جائز وكل شئ ممكن .
قد يتزوج زوج الجميلة المهذبة الودود الولود ممن لاتدانيها في شيء ، وقد لا يفعل ذلك من ابتلي بزوجة مشاكسة ولكنه يصبر عليها ويداوي جراحها بالحب والمداراة ولله في خلقه شئون ، ولذلك بدلا من أن تنشغل الزوجة بالمبالغة في ملاحقة الزوج والتفتيش خلفه وإغراقه في بحور الاهتمام والحب المصنوع ظنا منها أنها تقيده بقيود من حرير ، عليها أن تشغل نفسها بالهدف الأسمي من الوجود وهو إرضاء الله عز وجل وطاعته والتوكل عليه فهي قبل أن تكون زوجة هي أمة لله تعالي ورحلة الحياة أقصر من أن يبددها سراب الملاحقة والتربص ، وليكن هدفها الثاني هو كيف ترقي بنفسها وروحها وعقلها و كيف تكتمل إنسانيتها بالعطاء وبذل الخير لكل من حولها .
لا يشغلنك كثيرا سؤال ( ما الذي يريده الرجل ؟) وركزي فيما تريدينه أنت من رحلة حياتك القصيرة جدا وبكل تأكيد لن يرضيك أن تكرسي الجانب الأكبر منها في محاربة المرأة الأخري أو مطاردة شبحها الذي يخايلك ويشوش عليك .
|
| |
|